في رواية “أليس في بلاد العجائب ” تسال أليس قطتها الشيرازية ” أي طريق اسلك؟” فترد عليها القطة “أين تريدين الذهاب؟” فتقول ” لا ادري؟ ” فترد عليها القطة ” اذا كنت لا تعرفين اين تريدين الذهاب فأي طريق تسلكينه لا يهم”.
وانت عزيزي القارئ الطموح ، اذا كنت لا تعرف ما الذي تريده بالضبط، ما هو هدفك في الحياة ، ما هو هدفك الحالي الذي انت بصدد البحث عن اجابة عنه ؛ اذا اكنت لا تعرف فسوف تبقى تطرح اسئلة بلا معنى ولا تؤدي بك الى اي مكان ، ستبقى في مكانك والسلام..
في هذا المقال، سنتعرف على فن طرح السؤال الصحيح، وسأقدم لك بعض النصائح والاستراتيجيات التي ستساعدك في الكشف عن حقائق مهمة وتقرّبك من أهدافك.
لماذا يهم طرح السؤال الصحيح؟
الأسئلة التي نطرحها تشكل الإجابات التي نحصل عليها. فعندما نسأل أسئلة غامضة أو مملة أو مضللة، نحصل غالبًا على معلومات غير كاملة أو خاطئة. لكن تكوين أسئلة استقصائية بعمق وبتأنٍ يسمح لنا باكتساب الوضوح والكشف عن الافتراضات الخفيّة والوصول إلى حلول لم نأخذها بعين الاعتبار من قبل.
يُظهر طرح الأسئلة بكفاءة الاستماع النشط والفضول. كما أنه يرسل إشارة للآخرين بأنك تقدّر وجهات نظرهم وأنك فعلاً مهتم بفهم وجهات نظرهم. هذا يساعد على بناء الثقة والتقارب. كما أن الأسئلة تستطيع تحدّي التصورات المسبقة وتشجيع التفكير النقدي من كلا الجانبين.
تحديد نطاق الاستفسار
الخطوة الأولى هي تحديد بالضبط ما تريد معرفته أو تعلمه. كن أكثر تحديدًا قدر الإمكان. فطرح سؤال واسع النطاق قد يوصلك إلى طرق غير مجدية أو يحير الشخص الذي تسأله. تحديد النطاق يساعد على توضيح الهدف وتركيز النقاش.
على سبيل المثال، بدلاً من سؤال “كيف يمكننا تحسين خدمة العملاء؟” يمكننا ان نسأل “ما الثلاث خطوات التي يمكننا فعلها لتقليص وقت انتظار المكالمات التي تساعد العملاء؟” أو “أي سلوكيات تثير سخط العملاء بشكل كبير؟” تحديد نطاق واضح يساعد على الحصول على ردود أكثر فائدة.
صياغة أسئلة مفتوحة غير موجهة
بعد تحديد النطاق، قم بصياغة السؤال بعبارات مفتوحة بدلاً من أسئلة نعم أو لا المغلقة. فالأسئلة المفتوحة تلهم الشرح المتأني بدلاً من الإجابات السطحية والقصيرة. كما أنها تتجنب دمج التحيّزات التي قد تؤثر على الإجابات.
ومن أفضل الممارسات للأسئلة المفتوحة:
– البدء بكلمات مثل “ماذا” و”كيف” و”لماذا” لدعوة الشرح بدلاً من الحقائق أو الآراء فقط
– استخدام عبارات تعبر عن الاهتمام مثل “حدثني عن…”
– تجنب لغة تفترض النتيجة مثل “لم يكن من الأفضل لو…”
– الاحتفاظ بنطاق السؤال المركز والواسع في نفس الوقت للسماح بوجهات النظر الفريدة
تشجيع الحوار بدلاً من مجرد تبادل المعلومات. كما أنها تمكن الشخص الآخر مع الحصول على تفاصيل أكثر غنى لفهم الموضوع.
الاستفسار عن الأمثلة والسياقات المحددة
اتبع الأسئلة المفتوحة بمحفزات موجهة للحصول على أمثلة وقصص وسياقات تاريخية. فهذا يساعد على تحويل الآراء المجردة أو التعميمات إلى فهم أكثر تحديدًا ووضوحًا. طلب التفاصيل الدقيقة يُسهل الفهم ويمنع الافتراضات.
على سبيل المثال، الاستفسار “كيف استقبل العملاء التطبيق الجديد للهواتف الذكية؟” يمكن متابعته بسؤال “هل يمكنك تقديم مثال محدد عن الملاحظات الإيجابية أو السلبية التي تلقيتها؟” المتابعة بأسئلة إضافية تساعد على دعم الردود الأولية والكشف عن التفاصيل والدقائق.
النظر في وجهات النظر المتعددة
من أجل الحصول على رؤية شاملة للقضايا المعقدة، عليك طرح الأسئلة من زوايا مختلفة. طلب ردود المعنيين وذوي الأدوار والخلفيات المتنوعة. مقارنة التجارب للتعرف على النقاط المشتركة والاختلافات التي يجدر التركيز عليها.
عند طرح السؤال الصحيح، حاول الاستفسار عن كيفية نظر أصحاب المصلحة الداعمين أو المعارضين أو المنافسين أو مستخدمي الخدمة للقضية بشكل مختلف. فهم دوافع كل جانب ينمي تحليلاً أكثر تقدمًا وحلولاً مبتكرة ترضي الجميع. كما أنه يبدو اهتمامك الحقيقي بسماع وجهات النظر المتعددة بروح التعلم والاحترام المشتركين.
في الخلاصة، صياغة الأسئلة استراتيجياً هي مهارة قيادية مهمة تسهل حل المشكلات وعملية اتخاذ القرار وبناء الفهم بين أطراف متباينة. من خلال الممارسة، يمكن لأي شخص تحسين مهارته في صياغة أسئلة تكشف تفاصيل حيوية وتسلط الضوء على عوامل غير مأخوذة بعين الاعتبار وتوجه النقاشات نحو أهداف بناءة. أقوى الأسئلة هي الواضحة والمفتوحة في نفس الوقت، وتستقصي وجهات النظر المتعددة باحترام، وتسعى للكشف عن الدوافع الكامنة وراء القضايا. إتقان فن طرح السؤال الصحيح من العوامل الهامة للوصول إلى فهم أعمق ونمو إيجابي.
أخبرني إن كان هناك أي جزء من عملية الاستجواب بحاجة إلى توضيح أكثر. سوف أتمكن من التوسع في الأمثلة والتطبيقات بسرور. في غضون ذلك، ما هي الأسئلة الأخرى التي تدور في عقولكم اليوم؟
أقرأ ايضاً: