تخيل أنك جالس في مقابلة عمل لوظيفة أحلامك، وكل شيء يسير على ما يرام حتى يبدأ المدير بتوجيه الأسئلة بلغة أجنبية لا تفهمها. في تلك اللحظة، تدرك ان الوظيفة قد طارت منك، وتقرر بعدها بانك يجب ان تتعلم هذه اللغة. لكن ..
كيف تعرف ما إذا كانت اللغة التي تفكر فيها هي الأنسب لك؟ هناك ستة اسئلة يجب ان تسأل نفسك بها كي يسهل عليك اتخاذ القرار الصائب.
1. اسأل نفسك: لماذا أريد تعلم لغة جديدة؟
كل شيء يبدأ بالسؤال الأساسي: ما هدفك؟
- هل تسعى لتطوير نفسك مهنيًا وزيادة فرصك في سوق العمل؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون اللغات الأكثر طلبًا مثل الإنجليزية أو الصينية خيارًا مناسبًا.
- هل ترغب في السفر واستكشاف ثقافات جديدة؟ قد تكون الإسبانية أو الفرنسية مثالية لعشاق الترحال.
- أم أنك مهتم بالأدب والموسيقى أو ربما ترغب بفهم أفلامك المفضلة بلغتها الأصلية؟
مثال عملي:
إذا كنت تعمل في قطاع التكنولوجيا، قد تكون الإنجليزية ضرورة لأنها لغة البرمجة والابتكار. أما إذا كنت تخطط للعمل في السياحة، فقد تفتح لك الإسبانية أو الألمانية أبوابًا واسعة.
2. ما هي العلاقة بين اللغة وأهدافي المهنية؟
عندما يتعلق الأمر بالعمل، فإن اختيار اللغة الأجنبية المناسبة يجب أن يتماشى مع احتياجات السوق:
- ما اللغات المطلوبة في وظيفتك أو مجال عملك؟
- ما الدول التي تتطلع للعمل بها أو التعاون معها؟
إحصائية بسيطة:
تشير التقارير العالمية إلى أن اللغات مثل الصينية والإسبانية والألمانية تزداد أهمية في القطاعات التجارية والتعليمية. فكر في المستقبل: هل يمكن لهذه اللغة أن تفتح لك آفاقًا جديدة؟
3. هل سأشعر بالشغف عند تعلم هذه اللغة؟
قد يكون الهدف الوظيفي مهمًا، لكن لا تنسَ شغفك. تعلّم لغة جديدة يتطلب وقتًا وجهدًا، لذلك من الضروري أن تكون شغوفًا باللغة نفسها.
- هل تستمتع بسماعها؟
- هل يثيرك الأدب أو التاريخ المرتبط بها؟
- هل لديك أصدقاء أو أفراد عائلة يتحدثونها؟
تجربة شخصية:
أحد أصدقائي قرر تعلم الإيطالية فقط لأنه أحب أفلام السينما الإيطالية الكلاسيكية. لم يكن بحاجة لها عمليًا، لكنه أحب التجربة واستمر فيها حتى أصبح يتحدثها بطلاقة.
4. ما مدى توفر الموارد لتعلم هذه اللغة؟
لا يكفي أن تختار لغة فقط؛ يجب أن تكون الموارد لتعلمها متوفرة وسهلة الوصول.
- هل هناك تطبيقات، دورات تدريبية، أو معلمون متخصصون؟
- هل يمكنك ممارسة اللغة مع ناطقين أصليين؟
توصية عملية:
إذا كانت اللغة التي اخترتها نادرة أو معقدة، فقد يكون من الصعب تعلمها بمفردك. اختر لغة يمكنك الوصول إلى مصادر تعليمية جيدة لها.
5. ما هي التحديات التي قد تواجهني؟
كل لغة تحمل معها تحدياتها الخاصة، لكن معرفتها مسبقًا يساعدك على الاستعداد:
- الصعوبة النحوية: هل اللغة تحتوي على قواعد معقدة؟
- النطق: هل الأصوات غريبة أو غير مألوفة بالنسبة لك؟
- الكتابة: إذا كانت اللغة تستخدم أبجدية مختلفة، هل يمكنك التكيف مع ذلك؟
مثال:
قد يجد متحدثو العربية صعوبة في تعلم الصينية بسبب الأبجدية والرموز، بينما يجدون سهولة أكبر مع الإسبانية لقربها من الأبجدية اللاتينية.
6. هل أمتلك الوقت والالتزام الكافيين؟
تعلّم لغة جديدة ليس مغامرة قصيرة الأمد.
- كم الوقت الذي يمكنك تخصيصه يوميًا أو أسبوعيًا؟
- هل يمكنك الالتزام بالاستمرارية؟
تذكير مهم:
حتى بضع دقائق يوميًا يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا على المدى الطويل. السر في الالتزام وليس الكمية.
ختامًا: كيف تبدأ؟
اختيار اللغة الأجنبية المناسبة هو نصف الرحلة. بمجرد أن تختار، اجعلها جزءًا من حياتك اليومية: استمع للأغاني، شاهد الأفلام، وشارك في محادثات بسيطة.
رسالة أخيرة:
تذكر أن كل لغة تتعلمها هي نافذة جديدة على العالم، وكل كلمة تحفظها تضيف إلى حياتك تجربة جديدة. اجعل اختيارك نابعًا من أهدافك وشغفك، وستجد أن رحلتك لتعلم اللغة قد اصبحت ممتعة بقدر ما هي مفيدة.
هل أنت مستعد لتبدأ؟
اقرأ ايضاً: